بناء المؤسسات- رؤية وهيكل ونظم نحو النجاح والازدهار
المؤلف: سامي الدجوي09.28.2025

تخيل أنك عازم على تشييد دارٍ متين، ستبدأ بوضع أساسات خرسانية صلبة لتوطيد البناء، ثم ستقوم بتشييد الهيكل الداخلي الذي يرسم معالم الدار ومساحاته الرحبة، وبعد ذلك يتم تركيب الأنظمة الضرورية كتمديدات المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها من الخدمات. إذا أمعنت النظر مليًا، ستدرك أن بناء الدار يضاهي إلى حد بعيد بناء المؤسسة، فكلاهما يتطلب تخطيطًا محكمًا وتنفيذًا دقيقًا يكفل الاستقرار والفاعلية. فلنتعمق الآن في هذا القياس، لنبين كيف يمكن تطبيقه عمليًا لإنشاء هيكل المؤسسة.
عندما تبني منزلًا، فإنك تشرع بصب القواعد الخرسانية المتينة التي تحمل البناء بأكمله. وبالمثل، تستند المؤسسة إلى رؤية جلية وأهداف استراتيجية تمثل دعامة راسخة يُبنى عليها كل قرار أو إجراء مستقبلي. لاحقًا، يُقام الإطار الخشبي الذي يمنح البيت هيئته العامة ويحدد أبعاده وغرفه الداخلية، وهذا يماثل تمامًا الهيكل التنظيمي في المؤسسة، الذي يقسمها إلى إدارات وأقسام ويحدد العلاقات والمسؤوليات بوضوح وتفصيل. يلي هذه الخطوة تركيب الجدران والسقف لتوفير الحماية والعزل والخصوصية، وهي في المؤسسة الأنظمة والإجراءات الداخلية التي تنظم سير العمل وتضمن الكفاءة والجودة في الأداء، وتتيح تدفق المعلومات بسلاسة وانسيابية بين جميع الأقسام. بعد ذلك تأتي مرحلة توصيل أنظمة الخدمات الداخلية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي والغاز، والتي توازيها في المؤسسة البنية التحتية من أنظمة التقنية والموارد البشرية والمالية لتسيير العمل بيسر وكفاءة عالية. وفي الختام، يصل الدار إلى مرحلة اللمسات النهائية، مثل طلاء الجدران وتركيب الأرضيات واختيار الديكورات لجعلها جذابة ومريحة. هذه المرحلة في المؤسسة تجسد ثقافة المؤسسة وهويتها، بما في ذلك القيم التي تعتنقها المؤسسة، وأساليب التواصل الداخلي والخارجي، وسمعة المؤسسة لدى الجمهور. وعلى الرغم من أن الدار بعد هذه المرحلة يكون جاهزًا للسكن، إلا أنه يحتاج إلى صيانة دورية وتحديثات مستمرة للحفاظ على قيمته واستدامته. وبالمثل فإن المنظمات الناجحة لا تكتفي بالبناء فحسب، بل يلزمها تقييم مستمر وتحسين دوري يشمل مراجعة الأهداف، وتحليل الأداء، وتطوير الاستراتيجيات لمواكبة تحديات المستقبل وتبدلاته.
لقد أظهرت هذه الرحلة الممتعة في تشييد دارك ومؤسستك أن التفوق يبدأ بالأساسيات؛ فكما أن البناء يتطلب هندسة دقيقة، تحتاج المؤسسة إلى إدارة متخصصة. فبدون أساس متين (رؤية وأهداف استراتيجية)، يصبح الهيكل واهنًا. وبدون أنظمة محكمة (عمليات وإجراءات)، تعم الفوضى وتتبدد الجهود. وبدون ثقافة تنظيمية راسخة وقيم أصيلة، تفقد المؤسسة هويتها وقدرتها على استقطاب الكفاءات والجمهور. والأهم من ذلك، بدون صيانة منتظمة وتطوير دائم، تظل المؤسسة جامدة في عالم يتغير بسرعة. وهنا يبرز دور التخصص: فكما أن بناء دارك يحتاج إلى مهندس معماري لتصميم الهيكل، ومهندس مدني لتنفيذ البناء، ومهندس كهربائي وميكانيكي لتجهيز الأنظمة الداخلية، فإن بناء مؤسستك يتطلب: خبيرًا في الإدارة الاستراتيجية لرسم الرؤية ووضع الأهداف، ومتخصصًا في الموارد البشرية لبناء فريق عمل متكامل ومتناغم، وخبيرًا في إدارة العمليات لتحسين العمليات التشغيلية والإنتاجية. فهل يعقل أن تترك بناء دارك لشخص غير متخصص؟ بالطبع لا! إذن، لماذا تغفل بعض المؤسسات عن أهمية التخصص الإداري عندما يتعلق الأمر بمستقبل المؤسسة؟
وخلاصة القول، إن بناء المؤسسة الناجحة يشبه بناء الدار المتكامل: أساسه الرؤية الواضحة، وهيكله التنظيم المحكم، وحياته الأنظمة المتطورة والثقافة الراسخة. وكما يحتاج الدار إلى مهندسين متخصصين، تحتاج المؤسسة إلى خبراء في الإدارة. وأخيرًا، كما أن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، فإن المؤسسات السعودية لن تنمو وتزدهر إلا بالمتخصصين الأكفاء. وقد منّ الله على هذا الوطن الطموح بقادة وضعوا لنا رؤية ساطعة وإطارًا تنظيميًا قويًا، وأنظمة فاعلة تمكننا من الإنتاج والنمو والتطور لتكون السعودية يومًا ما ضمن مصاف الدول الصناعية الكبرى.
عندما تبني منزلًا، فإنك تشرع بصب القواعد الخرسانية المتينة التي تحمل البناء بأكمله. وبالمثل، تستند المؤسسة إلى رؤية جلية وأهداف استراتيجية تمثل دعامة راسخة يُبنى عليها كل قرار أو إجراء مستقبلي. لاحقًا، يُقام الإطار الخشبي الذي يمنح البيت هيئته العامة ويحدد أبعاده وغرفه الداخلية، وهذا يماثل تمامًا الهيكل التنظيمي في المؤسسة، الذي يقسمها إلى إدارات وأقسام ويحدد العلاقات والمسؤوليات بوضوح وتفصيل. يلي هذه الخطوة تركيب الجدران والسقف لتوفير الحماية والعزل والخصوصية، وهي في المؤسسة الأنظمة والإجراءات الداخلية التي تنظم سير العمل وتضمن الكفاءة والجودة في الأداء، وتتيح تدفق المعلومات بسلاسة وانسيابية بين جميع الأقسام. بعد ذلك تأتي مرحلة توصيل أنظمة الخدمات الداخلية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي والغاز، والتي توازيها في المؤسسة البنية التحتية من أنظمة التقنية والموارد البشرية والمالية لتسيير العمل بيسر وكفاءة عالية. وفي الختام، يصل الدار إلى مرحلة اللمسات النهائية، مثل طلاء الجدران وتركيب الأرضيات واختيار الديكورات لجعلها جذابة ومريحة. هذه المرحلة في المؤسسة تجسد ثقافة المؤسسة وهويتها، بما في ذلك القيم التي تعتنقها المؤسسة، وأساليب التواصل الداخلي والخارجي، وسمعة المؤسسة لدى الجمهور. وعلى الرغم من أن الدار بعد هذه المرحلة يكون جاهزًا للسكن، إلا أنه يحتاج إلى صيانة دورية وتحديثات مستمرة للحفاظ على قيمته واستدامته. وبالمثل فإن المنظمات الناجحة لا تكتفي بالبناء فحسب، بل يلزمها تقييم مستمر وتحسين دوري يشمل مراجعة الأهداف، وتحليل الأداء، وتطوير الاستراتيجيات لمواكبة تحديات المستقبل وتبدلاته.
لقد أظهرت هذه الرحلة الممتعة في تشييد دارك ومؤسستك أن التفوق يبدأ بالأساسيات؛ فكما أن البناء يتطلب هندسة دقيقة، تحتاج المؤسسة إلى إدارة متخصصة. فبدون أساس متين (رؤية وأهداف استراتيجية)، يصبح الهيكل واهنًا. وبدون أنظمة محكمة (عمليات وإجراءات)، تعم الفوضى وتتبدد الجهود. وبدون ثقافة تنظيمية راسخة وقيم أصيلة، تفقد المؤسسة هويتها وقدرتها على استقطاب الكفاءات والجمهور. والأهم من ذلك، بدون صيانة منتظمة وتطوير دائم، تظل المؤسسة جامدة في عالم يتغير بسرعة. وهنا يبرز دور التخصص: فكما أن بناء دارك يحتاج إلى مهندس معماري لتصميم الهيكل، ومهندس مدني لتنفيذ البناء، ومهندس كهربائي وميكانيكي لتجهيز الأنظمة الداخلية، فإن بناء مؤسستك يتطلب: خبيرًا في الإدارة الاستراتيجية لرسم الرؤية ووضع الأهداف، ومتخصصًا في الموارد البشرية لبناء فريق عمل متكامل ومتناغم، وخبيرًا في إدارة العمليات لتحسين العمليات التشغيلية والإنتاجية. فهل يعقل أن تترك بناء دارك لشخص غير متخصص؟ بالطبع لا! إذن، لماذا تغفل بعض المؤسسات عن أهمية التخصص الإداري عندما يتعلق الأمر بمستقبل المؤسسة؟
وخلاصة القول، إن بناء المؤسسة الناجحة يشبه بناء الدار المتكامل: أساسه الرؤية الواضحة، وهيكله التنظيم المحكم، وحياته الأنظمة المتطورة والثقافة الراسخة. وكما يحتاج الدار إلى مهندسين متخصصين، تحتاج المؤسسة إلى خبراء في الإدارة. وأخيرًا، كما أن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، فإن المؤسسات السعودية لن تنمو وتزدهر إلا بالمتخصصين الأكفاء. وقد منّ الله على هذا الوطن الطموح بقادة وضعوا لنا رؤية ساطعة وإطارًا تنظيميًا قويًا، وأنظمة فاعلة تمكننا من الإنتاج والنمو والتطور لتكون السعودية يومًا ما ضمن مصاف الدول الصناعية الكبرى.